سميت بحبة البركة وذلك لكثرة فوائدها وقدرتها في معالجة الامراض المتنوعة , وتسمى أيضاً بالحبة السوداء نسبة الى لونها الاسود . وتسمى بكمون بري وقزحة في بلاد الشام, وقحطة في اليمن، وكمون هندي في بلاد فارس، وفقاع اسود في اليونان, وشينيز وسانوج في المغرب. وهي نبتة عشبية حولية لها ازهار تحتوي على بذور سوداء صغيرة الحجم، هرمية الشكل، غلافها الخارجي أسود ولبها أبيض وبين اللب والغلاف جزء رمادي اللون. ذكرت حبة البركة في الكتب القديمة كبرديات المصريين ومخطوطات السومريين والاشوريين وكتب بلاد فارس وغيرها. وذكرت أيضاً في الكتب التالية كتذكرة اولي الالباب لداؤد الانطاكي، والقانون لابن سينا، والجامع لابن البيطار، والمنهاج لابن جزلة، والطب للكندي .
ومما يثير الدهشة ان كل الذي كتب عنها، والفوائد الكثيرة التي لاتحصى فهي تستعمل كما هي بذور، أو تسحق، أو تعصر ويستخرج زيتها، أو تمزج مع أعشاب وزيوت ونباتات أخرى، أو تمزج مع العسل أو تغلى بالماء. وتستعمل هي ومخلوطاتها وزيوتها وأبخرتها وجميع مستحضراتها بوضعها على الجلد أو عن طريق الفم أو عن طريق الشم والاستنشاق. وذكر عنها بأنها تعالج أمراض متنوعة كالصداع والشقيقة والزكام وألم الاسنان والربو، وفي ادرار البول والطمث، وزيادة حليب المرضع وفي أوجاع الرحم والنفاس، وفي تفتيت الحصى وآلام المعدة وازالة الديدان وأمراض المفاصل والشلل، وفي أمراض الجلد كالتاليل والبثور والبرص والبهاق والجرب والأورام، وتكون مستحضراتها على شكل قطرات للاذن لعلاج السدد، وللانف لعلاج الزكام، وللعين لعلاج الرمد. وعلى شكل سوائل ولبخات لمعالجة سقوط الشعر وقروح فروة الرأس، وتفيد أيضاً من لسع الحشرات والعناكب وما شابه ذلك.
وتتويجاً لكل ماذكر من فوائد حبة البركة في علاج الامراض المتنوعة، ما أخبرنا به رسول الله (ص)في حديثه الجامع فقال: عليكم بهذه الحبة السوداء فان فيها شفاء من كل داء إلا السام(وهو الموت).
وعندما نتأمل هذا الحديث الشريف مع علمنا بأنه في أيام الرسالة لم تكن علوم الطب متقدمة كما هي عليه اليوم، تصيبنا الدهشة من كثرة فوائد حبة البركة والتي بدأت تتكشف حقائقها في السنوات الاخيرة.فعلمنا ان جهاز المناعة في جسم الانسان هو المسؤول عن مقاومة الكثير من الامراض عندما يكون عمله جيداً وعلى العكس من ذلك تظهر العديد من الامراض، عندما تضعف المناعة في الانسان.
والمناعة الطبيعية تبدأ عملها مع ولادة الانسان، وتكون على شكل حواجز مثل الجلد والاغشية الواقية والمخاطية وكريات الدم البيضاء والخمائر والاحماض ... وغيرها، ومناعة اخرى مكتسبة كاللقاحات التي تعطى للرضيع والطفل بجرعات متفرقة في سني حياته الأولى، لتكون له مناعة ضد الامراض الانتقالية والاضماج المتنوعة . لذا تعتبر المناعة -بشكليها الطبيعية والمكتسبة- كالجدران الواقية من الهجمات البكتيرية والطفيلية والفيروسية وغيرها من العناصر الضارة الدخيلة على الجسم. وعند تقهقر المناعة في الجسم يكون الانسان فريسة سهلة لانواع العدوى والامراض . وما موجود في حبة البركة من عناصر كالبروتين 21%, والدهون 36%، والكربوهيدرات 35% وأكاسيد الحديد والفوسفات وزيوت متنوعة أهمها زيت النجلون العطري الفعال ذو اللون الاصفر والرائحة المتميزة بنسبة 1%، والذي أكدت البحوث العلمية فوائده الطبية . ففي سنة 1986م بينت بحوث علمية نتائج مدهشة لتأثير محتويات حبة البركة خاصة ((الينجلون)) على جهاز المناعة في جسم الانسان . فتقوية عمل المناعة في الجسم تدعم دفاعاته ضد اي مرض أو عدوى , وهكذا نجد السر في الحديث النبوي الشريف عبارة (( فيها شفاء من كل داء )) بأن حبة البركة لاتعالج مرضاً واحداً بذاته، بل تقوي جهاز المناعة والدفاع داخل الجسم ليقوم بدوره بمقاومة جميع الامراض والتغلب عليها . وأكدت دراسات علمية أيضاً الفوائد الطبية للعناصر الاخرى في حبة البركة كتركين الالام الروماتيزمية والعصبية والسرطانية، ومقاومة النمو الجرثومي والبكتيري، وكذلك وجود عنصري الحديد والفوسفور لهما اهمية في علاج امراض اخرى كالعقم وفقر الدم وغير ذلك.. وصدق رسول الله (e) عندما قال في حديث نبوي شريف ((ما انزل الله من داء الا وانزل معه شفاء )). وهكذا يتأكد لنا معنى حديثه الاول في الحبة السوداء شفاء من كل داء.
الخميس مايو 01, 2008 5:38 pm